هذه الأرض التي خُلق منها الإنسان وشُكل من تربتها ويعيش عليها هي كوكب متواضع يدور مع غيره من الكواكب والأجسام السماوية حول الشمس -النجم المتوسط- نسبة إلى غيره من بلايين النجوم العملاقة والمتفاوتة في أحجامها التي تكون مجرتنا درب التبانة مشَكِّلة وحدة بناء الكون بما يحويه من بلايين المجرات متعددة الأشكال والأحجام.
تقاس المسافات بين النجوم
انطلاقة في عالم الخيال الواسع، عالم الأفكار والمشاعر، استشعار الخط الفاصل بين الحلم والحقيقة، بين الخيال والواقع في محاولة لدمجهما معا بمحو هذا الخط الرفيع بممحاة المعرفة والاستكشاف.
كل هذا وأكثر قد يحققه كتاب صغير مترب على رف عُلق على حائط غرفة في بيت متواضع يقبع في قرية نائية بعيدة. لننفضن عنه ما علاه من غبار الإهمال ونبحر بين صفحاته
قد تصبح شيخا مخضرما محنكا ذا رأي صائب ورؤية ثاقبة وأنت في ريعان شبابك، إما بتوالي الأزمات والصدمات وتنامي الوعى واكتساب الخبرات.
وقد تُحصل ذلك بطريق أبسط وأوقع لكنه أنجع وأنفع فقط إن قمت بقراءة التاريخ واستيعاب دروسه واستنباط الحكم والعبَر والعظات من وقائعه وأحداثه، تستلهم منه ما تُسقطه على واقعك جيدًا كان أم سيئًا فتعيده إلى الحياة
قال تعالى: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" فكما خلقنا الله لعبادته فقد أخبر تعالى ملائكته أنه جاعل في الأرض خليفة لإعمار الأرض بالعلم النافع والعمل الصالح و في سبيل ذلك علم آدم الأسماء كلها.
وقد يصبح العمل عبادة بالنية والاحتساب بنفع البشرية إرضاء لله تعالى.
ولا تتربى النفس إلا بالعلم والإيمان معا وحتى الإيمان هو في حد
خَلق الله الإنسان جزء من هذا الكون الرحيب. وهذا الكون على رحابته بمكوناته من جمادات وكائنات على اختلافها و تنوعها إنما سخرها الله من أجل إسعاده وما عليه هو إلا أن يتدبر هذه العطاءات الكريمة ويستشعر تلك المنن العظيمة متوجها إلى موجدها بالشكر الكبير والحمد الكثير، شكر يتخطى اللسان ويتعداه إلى القلب والجوارح، لا تطغيه نعمة مُنحت ولا تشقيه إن هي
نقاء السريرة أو ما يعبر عنه بلغة بسيطة "ماكان من القلب يصل إلى القلب."
أن تخالق الناس بخلق حسن لهو أمر محمود بل إن أثقل ما في ميزان العبد حسن الخلق.
لكن ما قيمة أن تقابل الناس بوجه طلق و تلقاهم هاشا باشا بل وتقضي حوائجهم ولكنك تضمر الكراهية لهم و تتمنى زوال النعمة عنهم ويمتلئ قلبك بالأحقاد لخير يصبهم بل و تطعن فيهم من خلفهم